وداعا يا أهل المخيم
بقلم مدير مخيم نزيب جلال دمير / خاص تركيا بالعربي
وداعا يا ناس تعرفنا تحت ظل الخيم وعمرنا بناء روح الاخوة بين هذه الخيم
وداعا يا ناس بنينا معا اسرة كبيرة وزيناه بالمحبة والعلم والعرفان والقدر والقيمة
وداعا يا ناس اصبحنا جدارا واحدا ضد ظالم حاسد اسد خاسر
وداعا يا ناس تعرضوا لظلم لا ينكر وعبء لا يذكر
وداعا يا ناس ليس امامه خيار الا الرضى والقبول ولا يضمن ماذا سيحدث
وداعا يا اطفال صامتين غامدين غائبين معصومين
وداعا يا اطفال تعودوا على بكاء الامهات وانين الجرحى وغياب الاب او الاخ او الاخت
وداعا يا اطفال تبدوا ملامحهم مبتسمة وهم تخبى خلفهم دمعا والف حكاية
وداعا يا اطفال قد سرق منهم امالهم ومستقبلهم
وداعا يا اخوان واخوات قد امضيت معكم اوقات سعيد يعجز عنه التعبير
مخيمات
مأوى الحزن والأمان والسرور معاً وطن بديل للبعض ،
عنوان الأخوّة والتعايش الجماعي ،
عنوان لناس حصل معهم تخبط في الأفكار والآمال،
عنوان لناس أخذ منهم جميع أوصافهم الأكادمية والاجتماعية القديمة ،
عنوان لناس أحترق داخلهم وجعلهم يتخوفون من كل جملة يقولها بجانب الأجانب ،
عنوان لناس خلعوا لباسهم و تلبسوا بلباس اللجوء ،
عنوان لناس طوال الوقت تراهم صامتين ،
عنوان لناس يخافون أن يتلقاهم الليل بأنسه ،
عنوان لناس بدأوا بأول خطوة من خطوات الحياة الجديدة ،
عنوان لناس ابتعدوا عن أحلامهم وأحبائهم وأصدقائهم وعشقهم ،
عنوان لحياة جديدة تمد لهم يد العون والمحبة من أخوة تعرّفوا عليهم للتو،
عنوان لناس مليئ بذكرياتهم وآلامهم و أوجاعهم ،
عنوان لناس عاشوا فيه آلاف من الذكريات الجديدة ،
عنوان لناس يبحثوا عن حب جديد و عن أمل جديد وعن أصدقاء جدد و عن مشاعر جديدة، عنوان لحياة لا يمكن شرحها وإثباتها إلا أن يعيش المرء بها ،
عنوان لأربعة آلف طفل فتح عينه فيه إلى الحياة ( ولد فيه) ،
عنوان لثلاثة مئة إنسان على قيد الحياة قد أغمض فيه عينيه ( توفى فيه ) ،
عنوان أصبح لأربعين ألف إنسان فيه ذكريات لا تنسى ومنها أيام ملؤها السرور ،
عنوان لألف وخمسة مئة شاب وشابة بدأوا فيه بحبٍّ جديد وأكملوه بالزواج ( تزوجو فيه)
اما الان فاصبح مأوى للعصافير الفارين من حرب ودم وجو متلوث من دخان القصف في بلدهم الاصلى
مدير مخيم نزيب جلال دمير
Henüz yorum yapılmamış.