Hattel Feraşat Tebki – حتى الفراشات تبكي
بعض الآلام خرساء يعجز عن وصفها اللسان وتذهل بذكرها الأذهان ، بعض الآلام لا تحكى ولا توصف فقط تعاش ونحس بها بمفردنا ، لا تتسع الأبجدية لوصفها ولكنها تتخذ من القلوب مسكناً لها كيف إذا كانت تلك الآلام يتألم الألمُ من ألمها؟ فلا يمكن وصف هذه الآلام إلا من خلال المرور بها والإحساس بها أو معايشة من عاشوا هذه الآلام كتاب (حتى الفراشات تبكي) يأتي لوصف جرعات الألم التي تجرّعها الإنسان السوري وذلك بعد تجربتي في إدارة المخيمات ، وكوني شاهداً على حال ملايين من عاشوا هذا الألم ، فلامستُ المهم بقلمي لأوصله لكم بكتاب (حتى الفراشات تبكي) الذي يحكي عن الظلم الذي كان يمارسه الأسد الأب ، وتبناه فيما بعد ابنه بشار الأسد. هذا الظلم الذي قارب عمره 50 عاماً ، فقد شاخ من عاصروه وهو لم يشخ، وقد مات من كابدوه وهو لا يزال حياً بأبشع وجهٍ له متمثلا بالحرب الدائرة بسوريا كتاب (حتى الفراشات تبكي) يأتي كوثيقةٍ تاريخيّةٍ تؤرِّخ ما عاشه الشعب السوري منذ مجزرة حماة في الثمانينات مروراً بفظائع سجن تدمر وآلام المعتقلين في زمن الأسد الأب انتهاءً بمجازر الأسد الابن والحرب التي يشنها الآن على الشعب الأعزل . الكتاب هو تاريخُ الآباء وذكرى الشباب و تسليط الأضواء على الظلم السائد في سوريا والذي مارسته عائلة الأسد